الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

أقسى يوم مر على منذ ولدت....والحمد لله رب العالمين

يأبى الله الا أن يذل من عصاه....

ما نزل بلاء الا بذنب ....

انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا....

وغيرهم الكثير مما لاح أمام ناظرى بعد ما حدث لى فى واحد من الأيام التى لن أنساها ما حييت

أحببت أن اقصها كى يستفيد من هو على شاكلتى.....ممن يصيبهم ما يصيبنى فى فترات الامتحانات..

بعد انهاء المنهج فى الدور الأول تراودنى نفسى...لو أجلت لكان خيرا لك وربما تحصل مجموعا أكبر...

وانسقت وأجلت مادة النســا

أيام الصيف الحارة....ليالى الصيف التى يجتمع فيها الأهل

أيام وليالى رمضان.....تمر وأنا اذاكر.....وأذاكر ...وأًصبر نفسى بــــ عسى

عسى فرج يكون عسى....

ومع اقتراب ساعة الصفر

يزداد الارتباك

ويشتد خفقان القلب

ويعم القلق والتوتر أرجاء صدرى

ليعلونى الوجوم وتتوجنى الهموم....!!

قبل خمس ليال من امتحان الدور الثانى يزيد المجهود جدا

فالوقت قد اقترب وما بقى الا قليل فاستجمع قواك عساك تحقق ما تريد

سهر....تعب....ارهاق....حتى كاد يصيبنى الاعياء من شدة التعب فاستعنت ببعض المقويات..!!

وقبل الامتحان بيوم لابد ان ينهى المنهج كله

أكثر من عشرين ساعة متصلة على الكتاب لم يتخللها الا اداء الصلوات وبعض الاستراحات لدقائق..!!

ثم بعد ذلك كله أذهب لامتحان كان من المفترض ان يكون أسئلة قصيرة

وأدخل اللجنة لأتسلم ورقة الاسئلة وكلى استعداد لأفرغ هذا الكم الهائل من المعلومات فى كراسات الاجابة....

ثم..

ورقة الاسئلة...؟؟؟..........ما هذا......؟؟؟؟

ست اسئلة كل سؤال هو احد أبواب وليس فصول الكتاب ليجاب عنها فى ثلاث ساعات

وأحدها يحتاج الى ساعتين

بدأت أصارع الوقت وأكنب مستعينا بالله

والجو الحار مع الصيام..بالاضافة الى مواصلة الايام السابقة بالسهر والمجهود الشديدين

لأنتهى من السؤال الأول بعد ساعة ...رغم كل المحاولات لاختصار ما فى الكتاب دون جدوى...!!

ثم....

انظر فى ساعتى....لم يتبق الا ساعتين وخمس اسئلة...

يـــــــا ربى...!!

كل شئ ضاع

المذاكرة....التعب....المجهود طوال الصيف.....

وتأتى موجة عارمة من التوتر والقلق ليأخذنى فجاة وعلى حين غفلة دوار شديد....

ثم....

سقوط على الأرض واغماء وسط ذهول الجميع...!!

ماهذا ...!!

الكل هاج وماج وارتبك....

أخبرونى انى أخذت وقتا طويلا حتى أستعيد وعيى ثانيا

حتى ظن بعض اصحابى أنى فارقت الحياة وقال لى أنه رأى علامات الموت على وجهى


ولكن حينما أفقت لم أكن أدرى أين انا

ولا كيف هنا...

وماذا كنت أفعل...؟؟

وماذا جرى...؟؟

حملقة فى اعين الكل....وقلق على وجوه أصحابى....وانا ملقى على ظهرى يحاولون افاقتى بشتى الطرق..!!!

ثم يأتى احد الاطباء جزاهم الله خيرا ويساعد من كان بجوارى حتى استرديت وعيى بعد حوالى ربع ساعة....

لأفيق على هذا الكابوس الذى تركته رغما عنى لأدخل فى عالم اللاوعى...!!

ولكنى لم استطع ان اقوم من على الارض من جراء الاصابات التى حدثت لى هذا غير نظارتى التى كسرت اثناء وقوعى ...فلم يتركونى حتى أفطرت....فكان ولا حول ولا قوة الا بالله...

ثم بعد حوالى خمس دقائق أخر امسك بورقة الاجابة ثانية لاتحدى كل هذا التعب مستعينا بالله الواحد

فأعاننى وامدوا لنا الوقت نصف ساعة حتى استطعت ان أنقذ ما أمكن انقاذه ولله الحمد...

كان هذا هو حصيلة اليوم الاول وعدت لانام نوما عميقا بعد هذه المأساة...

واستيقظ فى الليل لاستعد لليوم الثانى وقد كان الى حد ما جيدا بفضل الله

واليوم كان العملى والشفوى وقد أكرمنى الله عزوجل فيها اشد الكرم...

كان هذا ما حدث ولعل البعض ينظر اليه على انه ابتلاء ولكنى لا يفارقنى شعور بأنه عقاب على ذنب..

فكم فرطت فى جنب الله وكم ضاعت من ليالى فى أشياء لا تنفع ولا تضر

وكم من قيام لليل تُرك

وكم من سنن أميتت

وماذا كان يفيدنى ان توفيت فى هذا اليوم...!!

هل كان ينفعنى هذا القلق والحرص على الترتيب

الذى كاد يودى بحياتى..!!

ولا حول ولا قوة الا بالله

هذا غير هذا القلق والتوتر الغير طبيعى الذى يصيبنى دائما

وأحاول دفعه بالثقة فى الله والتوكل عليه ولكن هيهات..!!

لا أدرى كيف اتخلص من هذا القلق والهم الذى يصيبنى اثناء الامتحانات خوفا على التقدير والترتيب

حتى أوشكت ان اضيع كل شئ بسبب ما كان

فلم يكن بينى وبين الرسوب الا شيئا يسيرا

والحمد لله على كل حال

وهو حسبنا ونعم الوكيل